وإذا كانت
الإمارة في الدنيا ظاهرة فهي في القيامة أولى فاللسان يشهد بالإقرار بقراءة القرآن
، واليد تشهد بأخذ المصحف ، والرجل تشهد بالمشي إلى المسجد ، والعين تشهد بالبكاء
، والأذن تشهد باستماع كلام الله. وعند الحكماء تظهر أنوار الملكات الحميدة على
النفس من البدن وبالعكس كما تتعاكس أنوار المرايا المتقابلة ، ويعلمون أهل الوصول
والوصال أن الله هو الحق المبين لا شيء في الوجود غيره لا في الدنيا ولا في الآخرة
، وحينئذ يحق أن يقال : (الْخَبِيثاتُ) وهن الملوثات بلوث الوجود المجازي (لِلْخَبِيثِينَ) وهم أمثالهن (وَالطَّيِّباتُ) من لوث الحدوث (لِلطَّيِّبِينَ) وهم أشكالهن ولا طيب إلا الله وحده